التعنيف الأسري والإجتماعي... أبرز أسباب الإنطواء عند الأطفال





هذا الطفل لا يتفاعل مع أقرانه ولا مع أقربائه، هو قليل الكلام والحركة، حتى أن علاقته مع أهله يسودها الركود. البعض يراه بليداً ولا يملك الطاقة للكلام أو اللعب، ويتهمه بأنه جبان وشخصيته ضعيفة، والبعض الآخر يراه طفلاً هادئاً ورصيناً، يحافظ على مكانته بين أقرانه.




ولكن الحقيقة أن هذا الطفل يعاني من مشكلة الإنطواء! هو ليس جباناً ولا رصيناً زيادة عن اللزوم، ولكنه غير قادر على التفاعل وعلى المشاركة في المجتمع فما هي الأسباب؟



أسباب الإنطواء عند الأطفال


- وجود مشكلة خلقية عند الطفل أو مرض معين يجعله يشعر بالنقص مثل أي نوع من مشاكل النطق أو المشي أو النظر أو المشاكل الجلدية مثل البهاق مثلاً، أضف إلى ذلك الملاحظات الجارحة التي من الممكن أن يسمعها من زملائه والمحيطين به حول هذا الموضوع مما يزيد من إحساسه بالنقص.



- الحالة المادية المتردية للعائلة التي تجعل الطفل غير قادر على امتلاك الأشياء التي يحبها مثلما يفعل أقرانه، مما يجعله يبتعد عنهم، لا بل وينمّي لديه شعوراً بالحقد عليهم لأنهم يمتلكون ما كان يتمناه له، وعلى أهله لأنهم غير قادرين على تأمين حاجاته.



- تغيير مكان السكن أو المدرسة أو الانتقال من بلد إلى آخر من الممكن أن تكون أسباباً لانطواء الطفل بسبب التغييرات الكبيرة التي يواجهها واضطراره للتعامل مع أشخاص لا يعرفهم، ولبناء شبكة علاقات وصداقات جديدة، أي البدء من الصفر إجتماعياً ما يُعتبر مهمة صعبة على الأطفال.


- إذا كانت علاقة الأهل بطفلهم مبنية على الرقابة الشديدة والسلطة القوية المباشرة عليه، أي عدم استشارته في أي موضوع يخصه، فإن ذلك من شأنه أيضاً أن يزيد التوتّر بين الطرفين وأن يجعل الطفل ينزوي على ذاته.


- تعرّض الطفل لأي نوع من العنف الأسري الجسدي أو اللفظي، ممكن أن يجعله منطوياً على ذاته وكئيباً، كما أن التعرض إلى التحرّش الجنسي من شأنه أيضاً أن يربك الطفل وأن يخيفه ويسبب بانطوائه على نفسه، ويولد لديه عقداً نفسية من الممكن أن ترافقه حتى البلوغ وتتحول إلى مشاكل نفسية كبرى.



العلاج

غالباً ما تكون العلاجات مرتبطة بالعلاقات الأسرية وتوطيدها والابتعاد عن أي نوع من أنواع العنف، كما ومن الضروري اكتشاف الأسباب الخاصة بكل حالة وإيجاد الحلول لها. كما أن العلاج السلوكي المبني عل تشجيعه إلى الإنخراط في المجتمع يُعتبَر فعالاً، إضافة إلى تحميله القليل من المسؤولية التي تتناسب مع طاقاته من دون الضغط عليه. يمكن أن يحتاج الطفل إلى مساعدة طبية متخصصة.