هكذا تؤثر شائعات مواقع التواصل الاجتماعي على المراهقين






كلنا يعرف أن إمكانية الحصول على المعلومات التي نتمتع بها اليوم لم تكن يوماً أسهل ولا أوسع، وأن كمية الأخبار التي هي في متناول أيدينا من خلال شبكة الإنترنت قد تخطّت كل ما كنا نتخيّله وذلك بفضل التكنولوجيا المتطوّرة التي غزت بيوتنا وعقولنا في القرن الواحد والعشرين، فأصبحت الكرة الأرضية مماثلة لقرية عالمية يتواصل سكانها في ما بينهم بسهولة تامة.


والمراهقون في مجتمعاتنا هم دائماً السباقون إلى اكتشاف كل ما هو جديد على مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت تُعتبَر جزءاً من حياتنا اليومية، يمكنهم الوصول إلى المعلومات والأخبار التي يردونها بكبسة زر، وهنا تكمن خطورة إطلاقهم للإشاعات حول بعضهم بعض من باب التنمّر، كما وأن هذه الشائعات تؤذي بشدة المراهقين الذين تتمحوّر حولهم.


الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي


نظراً إلى انتشار مواقع التواصل الإجتماعي بهذا الشكل الواسع، أصبحت هذه المنابر أساسية في نشر الأخبار وإيصالها إلى الجمهور حول العالم، كما أنها أصبحت وسيلة فعالة في نشر الشائعات بين المراهقين، أي الأخبار الكاذبة التي بإمكانها أن تطال الكثير من النواحي في حياة المراهقين، ومن شأنها أن تحدث تاثيرات جمة على سلوكياتهم وتصرفاتهم.

فابتكار الشائعة وإطلاقها من قبل المراهقين هو تصرّف يُشعِر البعض بالتفوّق على الآخرين، فمُطلق الإشاعة يكون لديه الشعور بأنه نوعاً ما متفوّق على الشخص الذي تطاله الإشاعة. كما أن بعض مطلقي الإشاعات يفعلون ذلك لأنهم يشعرون بالحسد من الشخص الذي تطاله الإشاعة، بحيث يكون يتمتع ببعض الصفات المميزة التي لا يمتلكونها، مما يدفعهم إلى تشويه صورته بين أقرانه، ومواقع التواصل الاجتماعي هي الوسيلة الأسهل لتحقيق هذه الغاية.


تأثيرها على المراهقين


للشائعات تأثيرات مباشرة على المراهقين وهي تكون على الأشكال التالية:

مطلِق الإشاعة: على الأرجح يفقد مصداقيته بين أقرانه ومحيطه، وذلك من الممكن أن يجعله أكثر غيرة أو أكثر حقداً على المجتمع، وفي بعض الحالات إذا لم تتم معالجة هذه التصرفات من الممكن أن تتطوّر قدرات هذا المراهق من التنمّر على أقرانه عبر مواقع التواصل الاجتماعي إلى أمور أكثر خطورة وجموحاً.

المراهق الذي تطاله الإشاعة: يؤثر هذا الأمر على ثقته بنفسه، ويجعله انطوائياً لا يريد الاختلاط مع محيطه ومع أصدقائه وعائلته. وإذا لم تتم إحاطة هذا المراهق من الممكن أن يدفع به الأمر إلى الانحراف أو إلى العزلة التامة وصولاً إلى الأفكار الانتحارية.