تنبهوا الى تأثيرات أفلام الأكشن على نفسية وسلوكيات طفلك!





تلعب وسائل الإعلام، لا سيما التلفزيون دوراً فاعلاً في حياتنا وحياة أطفالنا الذين يقضون ساعات طويلة يومياً أمام الشاشة يتابعون البرامج أو الأفلام المفضلة لديهم. ولكن الملاحظ هو أن العديد من برامج الأطفال من رسوم متحركة وغيرها اليوم باتت تحتوي على مشاهد العنف، ذلك فضلاً عن أفلام الأكشن والألعاب الإلكترونية التي تشغل بدورها وقتاً إضافياً للأطفال أمام الشاشات وتثير فيهم مشاعر الحماس والإثارة.




فما هي المخاطر التي يتعرض لها أبناؤنا من جراء مشاهدتهم لهذا النوع من المحتوى الإعلامي، وكيف يمكن حمايتهم؟



المفهوم الخاطئ للعنف وللخير والشر


في بعض البرامج التلفزيونية المخصصة للأطفال، ونعني هنا بالتحديد أفلام الكرتون وأفلام الخيال العلمي والأكشن، نرى الضحية وهي تقوم للسير بعد تعرّضها للعنف مباشرة، دون أن تظهر عليها الإصابة بأذى. وهذا من شأنه أن يرسّخ لدى الأطفال الاعتقاد أن العنف غير مؤذ.



تجاهل القوانين


كما ومن ناحية أخرى، فإن الأشخاص الذي يقومون بالأعمال العنيفة في أفلام الأكشن وفي أفلام الكرتون في الكثير من الأحيان لا ينالون العقاب على فعلتهم بل أنهم يتمكنون من الهرب أو يظهرون كأبطال في نهاية المطاف. هذا أيضاً من شأنه أن يبني يجعل الأطفال يعتقدون أن العنف والأذية لا يستوجبان عقاباً وأنه بإمكانهم أن يرتكبوا أي نوع من الأفعال العنيفة وأن يفرّوا بفعلتهم.



المثال الأعلى السيء


وأيضاً، تقوم العديد من برامج الأكشن على ترسيخ فكرة أن الشخص من حقه أن يأخذ حقه بيده، أي أنه من المسموح أن يثأر ممن يسبب له الأذى أو الإزعاج. وهذا بإمكانه أن يجعل الطفل يتصرّف بهذه الطريقة في طفولته وفي حياته المستقبلية إذا لم يتم تصحيح هذا الإعتقاد لديه.

 ومن ناحية أخرى، يبادر بعض الأطفال إلى تقليد أبطال الكرتون المفضلين لديهم مثل سوبرمان مثلاً، وذلك يعرضهم ويعرض من حولهم إلى مخاطر عديدة قد تصل إلى إيذاء النفس والغير.



التصرفات العدوانية


العديد من الدراسات أجريت حول تأثير المشاهد التي تعرضها وسائل الإعلام على سلوكيات الأطفال، وقد خلصت معظمها إلى أن الذين يشاهدون الأفلام المليئة بمشاهد العنف، تصبح لديهم الكثير من التصرفات العدوانية في المدرسة ومع الأهل وفي محيطهم، ويظهر ذلك بشكل جلي خلال مراهقتهم.



اللامبالاة والتبلّد


كما أن المشاهد التي تبثّها التلفزيونات اليوم حول الحروب والمجازر والكوارث الطبيعية والتي يسمح الأهل لأطفالهم بمشاهدتها، من شأنها أن تولد لدى هؤلاء الأطفال شعوراً بالتعوّد على هذه المناظر العنيفة والمؤلمة، فيشاهدونها من دون أن ترف لهم عين. وذلك ايضاً يؤدي إلى عدم تأثرهم بالمآسي التي تصيب من هم حولهم، تقسّي قلوبهم، وتخلق لديهم الشعور باللامبالاة أمام القضايا الإنسانية بدل استنكار العنف والظلم.



اضطرابات النوم


من الممكن أن تسبب المشاهد العنيفة إلى تعرض أطفالنا إلى الكوابيس في الليل، وإلى حرمانهم من النوم المريح مما يخلق لديهم مخاوف غير ضرورية ممكن أن تتطوّر إلى مشاكل أكثر خطورة مثل رهاب الإنفراد أو غيره. وأيضاً فإن اضطرابات النوم من شأنها أن تؤثر على أدائهم المدرسي وعلى مجمل نشاطاتهم اليومية.



كيف نحمي أطفالنا؟


لا شك أن الرقابة على ما يشاهدون هي الخطوة الأولى، إضافة إلى التقليل من ساعات جلوسهم أمام الشاشات. ومن الضروري ايضاً أن يكون هناك حوار بين الأهل والأبناء حول المفاهيم الصحيحة للحياة، وأن يفهم الطفل جيداً أن ما يراه على الشاشة هو غريب تماماً عن الواقع وأنه لا يمثله ولا يمت بأي صلة إلى حياته وعلاقاته وسلوكياته.